إسأل مجرب .. ولا تسأل حكيم !!!

إسأل مجرب .. ولا تسأل حكيم !!!
----------------------------------


يحكى .. إن رجلاً كبيراً بالعمر .. يعيش مع إبنه ..
مرت الأيام .. يبست ورقته في الحياة .. وأصبحت آيلة للسقوط من شجرة الدنيا .. وفي آخر ثوانيها .. نادى على ولـده ..
وقــــــــال لـــــــــــه ..
.
.
إبني .. ولدي العزيز .. أوصيك بثلاث ولا أمنعك منهن ؟.. يجب أن تنتبه .. أوصيك بثلاث ولا أمنعك منهن ؟؟!!
وأنت حر بالتصرف .. ثم همس قائلاً ..

أولاً .... إن أردت في يوم ما .. بشرب الخمر .. فأذهب لمحلات أو بيوتات شرب الخمور .. ليلاً نعم ليلاً .. وقبل إغلاق أماكن الشرب أبوابها .. بساعة أو أقل من ساعة .. وأشرب وارتوي ما شئت من أنواع الخمور والمشروبات الكحولية .

ثانياً .... إن أحببت تفريغ كبتك .. وأردت الذهاب لأماكن البغاء والدعارة .. فأذهب .. نعم إذهب ولكن فجراً .. أوصيك إذهب فجراً .. وإختر ما أشتهيت من الإناث .. وأفعل ما يحلو لك .

ثالثاً .... إن أغواك أصدقاءك بلعب الميسر والقمار .. فأذهب معهم لمكان لعب القمار .. وأجلس معهم .. وألعب معهم .. حينما .. يريدوا أن ينسحبوا من اللعب .. أي في نهاية لعبهم .

سقطت ورقة الأب وغادر الدنيا .. توفى الأب ..
مر زمن .. ومر زمن .. تساءل الشاب .. لما لا أذهب لشرب الخمر .. أذن لإذهب ..
وصل لمكان الشرب .. ليلاً وقبل الأغلاق بساعة ( حسب وصية الأب << مطيع جداً ) .. دلف للمكان .. همس لنفسه .. ماهذا الدخان الذي يعم الجو .. مالي أرى هذا يبكي .. أوه وهذا يتقيء .. غثيان .. أوو وهؤلاء يتشاجرون .. والذين بقربي أسمعهم يكذبون ..
ماهذا.. دخان + بكاء + تقيء + شجار + كذب = متعة وإستمتاع
عندها عافت نفسه الشرب وذكر الخمور .. دون أن يمسها
وفي يوم آخر ..
أثارتهُ المتدلعات المثيرات للغرائز .. في الشارع وفي وسائل الأعلام .. وطغى الحيوان الذي بداخله .. وكلم نفسه .. لأذهب أليهن في بيوتات الجنس .. وسوف أذهب فجراً ( حسب وصية الوالد << مطيع جداً ) .. وعند أنبلاج الفجر .. ذهب .. طرق باب .. بيتاً .. يعرف عنه انه للمومسات .. سمع عنه من أصحابه .. بعد الطرق .. فتح الباب ..
تراجع مذهولاً .. بما شاهد .. رأى أنثى .. وما هي بأنثى .. عبسى الوجه .. ممتلىء بالتجاعيد .. كثت الشعر .. شفايفها كأنها خيط مطاط مهترىء .. وجه متعب من السهر .. وجه رُسم عليه كل تأثيرات الموبقات .. وجسداً هرم بشبابه من .. كثرة الأستعمال والتعب ..
فجاءةً نام الحيوان الذي بداخله .. هرب الشاب .. ولعن لحظة طرقه للباب
مرت الأيام ..
نادوا عليه أصحابه .. للعب القمار معهم .. حادث نفسه .. لأذهب معهم وألعب حينما ينتهوا من اللعب .. ( حسب وصية الوالد << مطيع جداً ) .. أصطحبوه .. جلس من غير لعب .. منتظرً نهاية لعبهم .. لعبوا كلهم إلا هو .. كانوا شلة أصحاب وأحباب .. أنقضى قليلاً من الوقت .. بدأت المشاحنات فيما بينهم .. بعدها تحول الى شجار وعراك .. ثم زعل الأصحاب .. رجع الشاب الى البيت ولم يلعب القمار ..
جلس ..
جلس وحيداً يتفكر .. بوصية والده .. وهمس لذاته..
صدقت رحماك ربي يا أبي .. أوصيتني وصية .. كانت أفضل مما لو قلت لي .. لا تفعل هذا ولا تفعل ذاك ..
عندها ..
أستغفر ربه .. رجع له رشده مما فعل ..وطلب المغفرة والتوبة الصادقة
وشمر ملابسه للوضوء

وتقبلوا إحتراماتي .. أيــام زمـــان

( سالفة من سوالفي