حب الوطن ليس بالكلام وإنما بالقول الذي يصدقه العمل والعمل الذي يصدقه الإخلاص والتفاني في خدمة هذا الوطن في جميع مجالات الحياة ليس على صعيد واحد بل على جميع الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والأخلاقية والسلوكية فالمحب للشيء يحافظ عليه بكل ما تعنيه المحافظة حتى يبقى سليماً معافى من كل أذى 0
وإذا كان المحب للشيء لا بد من أن يحافظ عليه فإن المحافظة على الأوطان تتجلي أولاً وقبل كل شيء في تربية النفس التربية الصالحة الواعية المدركة لما لها وما عليها في هذا الوجود من خلال ترسيخ الإيمان الصادق فيها ذلك الإيمان الذي يجعلها متصلة بالله سبحانه وتعالى في كل توجهاتها وتصرفاتها وأخذها وعطائها ذلك الاتصال الذي يمنعها من التوجه إلى أي عمل من الأعمال التي تعكر صفو النفس ذاتها أولاً ، وتعكر صفو الوطن والمواطنين ثانياًَ ، وهنا تتجلى المحافظة الحقيقية على الأوطان حيث إن الكل يكون حريصاً على أعمال الخير والإحسان والبر والصلاح وتكون التضحية بالنفس والمال من أجل الوطن والمواطن 0
ومن خلال هذا الحرص تبتعد النفوس عن أعمال الشر والفساد بكل أنواعها والتي لا يحتاج إلى بيان مضادها ومساوئها في الإساءة إلى النفس أولاً ثم على الآخرين ثم على الأوطان 0
وهنا تظهر بوادر الخير مشرقة في كل مجالات الحياة الأخلاقية والسلوكية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحيث يكون الكل متعاوناً في رقي الوطن بكل المواصفات الداعية إلى المحافظة التامة عليه من جميع الجوانب المؤدية إلى السعادة البشرية المحفوفة بالأمن والأمان والاطمئنان وسلامة الأوطان ومن يعيش على ترابها فالنبات الطيب لا يثمر إلا طيبا 0